jeudi 15 mars 2012

يا أحبابَنا في الشَّام

قصيدة للشاعر عبد الرحمان بن صالح العشماوي


ظَلامُ الصَّمتِ يعصِفُ باللَّيالي *** ويفتِكُ بالنُّجومِ وبالهِلالِ

كأنَّ العالَم المأفُونَ أعمَى*** أصمُّ فمَا يَرى سُوءَ الفِعالِ

"حمَاةٌ" تشْتكِي البَاغِي و "حِمْصٌ "*** و" دَرعةٌ " تشْتَكي و "أبوكمَالِ "

و" دير الزَّورِ " تشكو جور باغٍ.. و "إدلِبَ" و " المَعَرَّةُ " في اعتِلالِ

وفي " مصيافها " جرحٌ عميقٌ*** و " جسرُ شُغُورها " في شرِّ حالِ

وأمَّا " بانياسُ " فقد دَهَاها*** " كدُومَةَ "ما يدلُّ على اختلالِ

و " قامِشْلي " و " تَدْمُرُ " في عناءٍ*** وكُلُّ مدائِنِ الشَّامِ الغوالي

وفي وسطِ البلادِ لهيبُ نارٍ*** وفي أقْصَى السَّوافِلِ و العَوَالي

بلادُ الشَّامِ من شرقٍ لغربٍ*** تئنُّ، ومِنَ جنوبِ للشِّمالِ

ومَا في جَوْقَةِ العلَوِيِّ إلاَّ*** ثَعَالِبُ أو ذئابٌ أو سَعَالي

وما فيها سِوى النمْرودِ يقضي*** وأبرهَةٌ، وغدرُ أبي رِغَالِ

بأرْضِ الشَّامِ مُحْتَلٌّ عنيدٌ*** تمرَّسَ في التَّآمُرِ و الجِدالِ

حَليفٌ لليَهُودِ وإن تَوَارى*** وَرَاءَ جِدارِ زُورٍ واحتِيالِ

تراهُ على مَدَى خمسين عاماً*** يُبارِكُ لليَهودِ بالاحتِلالِ

بَنَى أحلامَهُ كَذِباً و زُوراً*** على دَعْوى التَّمنُّعِ و النِّضالِ

وأيُّ تمنُّعٍ و اللِّصُّ يَمْشي*** على جُولانِنا مَشْيَ اختِيالِ

وجامِعةُ العُروبةِ سُلْحَفاةٌ*** تُجَرْجِرُ خطْوَها فوقَ الرِّمالِ

ترى الأحداثَ كالإعصارِ تجْري*** ومَا عزَمَتْ على شدِّ الرِّحالِ

و مَجْلِسُ خوفِ عالمِنا صريعٌ*** على بَابِ التَّحَاوُرِ و الجِدالِ

وهيئَتُهُم مُكبَّلَةُ الأيادي*** أمامَ الشَّامِ ضيِّقَةُ المَجَالِ

إذا اجْتَمعوا أُصِيبُوا بالتَّراخي*** وبالرَّأي المُفنَّدِ و الخَبَالِ

كأنَّ دِمَاء أهلِ الشَّامِ نهرٌ*** هُلامِيٌّ تسلْسَلَ في الخيالِ

وليسَ حقيقةً تجري عياناً*** بياناً في السُّهُول وفي التِّلالِ

أَيا أحبابِنا في الشَّامِ إنِّي*** أُشاهِدُ مَصْرَعَ الباغِي حِيَالي

و أُبصِرُ في رُبوعِ الشَّامِ فجراً*** سينْسِفُ ليلَ تُجَّار الضَّلالِ

أيا أحْبابَنا في الشَّامِ صَبْراً*** على هذا التَّخاذُلِ و الهُزالِ

أشِيحوا بالوُجُوهِ عنِ الدَّعاوى*** وعن هَذا التَّذَبْذُبِ في المقَالِ

دعوا تلكَ المجَالِسَ واترُكوها*** لأصحابِ السِّيادَةِ و المَعالي

و لُوذوا بالَّذي يحْمِي ضعيفاً*** ويهزمُ باغِياً، رَبِّ الجَلالِ

ولا تخْشوا مُكاثَرَةَ الأعادي***وخَشْخَشَةَ الزَّواحِفِ و السَّحالي

فعِندَ اللهِ نصْرٌ حينَ يأتي*** سينْقُضُ ما تشَابَكَ من حِبالِ

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire